يُعد يسوع المسيح أحد الشخصيات الأكثر تأثيرًا في تاريخ الإنسانية. وُلِد في بيئة متواضعة، لكن رسالته كانت عظيمة وحملت للعالم مفهومًا جديدًا عن المحبة والتضحية. تبشير المسيح ليس مجرد دعوة دينية، بل هو نداء لكل إنسان للسلام الداخلي، ولإعادة بناء العلاقة بين الله والإنسان، من خلال الإيمان بالمسيح ومحبته غير المشروطة.
رسالة المحبة الشاملة
المسيح في تعاليمه دعا إلى محبة الله ومحبة الإنسان، حتى العدو. كانت محبته غير مشروطة؛ إذ كان يهتم بكل فرد بغض النظر عن عرقه أو طبقته الاجتماعية أو حالته النفسية والجسدية. يقول يسوع: “أحبوا أعداءكم، وباركوا لاعنيكم” (متى 5:44)، هذه الدعوة تميز رسالته عن أي دعوة أخرى، إذ أن المحبة للجميع هي حجر الأساس في تبشيره.
السلام الداخلي والمغفرة
يقدم المسيح رسالة غفران وتحرير من أعباء الخطيئة. يُعلمنا الإنجيل أن يسوع جاء ليفتح باب الخلاص لكل من يؤمن به، من خلال موته وقيامته. هذه الرسالة تمنح الإنسان فرصة لبدء حياة جديدة نقية، وتهب له السلام الداخلي الذي يتوق إليه. يقول يسوع في إنجيل يوحنا 14:27: “سلامًا أترك لكم. سلامي أعطيكم.”
التضحية والفداء
التضحية هي جوهر رسالة المسيح. عندما قبل يسوع الصليب، قدّم نفسه فداءً عن البشرية. كانت هذه التضحية تعبيرًا أسمى عن المحبة، كما ورد في يوحنا 3:16: “لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية.” يتيح الإيمان بالمسيح لكل إنسان الحصول على نعمة الغفران والعيش بسلام، متحررًا من قيود الخطيئة.
الرجاء والحياة الأبدية
رسالة المسيح تحمل الأمل وتمنح المؤمنين رجاءً في الحياة الأبدية. يؤكد المسيح على أن الموت ليس نهاية المطاف، بل بداية حياة جديدة مع الله. بقيامته من الموت، أكد أن الحياة الأبدية وعد حقيقي لكل من يؤمن به. جاء في رسالة يوحنا الأولى 5:11-12: “وهذه هي الشهادة: أن الله أعطانا حياة أبدية، وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة.”
كيف يمكننا قبول هذه الرسالة؟
قبول رسالة المسيح يتطلب الإيمان بصدق في محبته وتضحيته. يبدأ هذا القرار بالتواضع، والاعتراف بالحاجة إلى الله، وطلب الغفران عن الأخطاء. المسيح يدعو الجميع للمجيء إليه، ويقول: “تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال، وأنا أريحكم” (متى 11:28).
من خلال الصلاة والتوبة، يمكن للإنسان أن يبدأ علاقة شخصية مع المسيح، وأن يجدد قلبه ويجده مغفورًا ومحبوبًا في حضرة الله.
الخاتمة
رسالة المسيح هي رسالة محبة، غفران، سلام، وأمل. يفتح المسيح بابًا لكل إنسان، بغض النظر عن ماضيه، ليعيش حياة مليئة بالفرح الداخلي والسلام. فالنداء لا يتطلب سوى الإيمان والتواضع لقبول عطية الحياة الأبدية.